قالت المرأة العجوز لكلبها الأمين : هيا يا "بوبي" إلى السوق , لتشتري لي بعض اللحم . ووضعت له النقود في السلة , وأعطته إياها.
صادف "بوبي" في الطريق مجموعة من الكلاب تقفز وتلعب , فقال في نفسه : سألعب معها قليلا, ثم أذهب إلى الجزار لشراء اللحم .
ولكنه خاف على النقود أن تسرق . فأخرجها من السلة , وحفر في التراب حفرة صغيرة , وخبأها فيها , ثم راح يلعب مع رفاقه بمرح وسرور.
إلا أن أحد اللصوص كان يراقبهمن وراء جدار قريب . فما كاد "بوبي" ينصرف إلى اللعب , حتى تقدم اللص حذرا, وسرق النقود من الحفرة وابتعد.
تذكر "بوبي" أن عليه واجبا يجب أن يؤديه . فترك اللعب , وحمل السلة , وأقبل إلى الحفرة . وكم كانت دهشته شديدة حينما اكتشف أن النقود قد سرقت .
شعر "بوبي" بالحسرة والندم , ووقف يفكر : كيف أخبر سيدتي بما حدث ؟ إنها سوف تؤنبني كثيرا ..
ومع ذلك فقد كان "بوبي" كلبا ذكيا.
وجد "بوبي" خطة لاكتشاف السارق, فرجع إلى مكان الحفرة وتظاهر بأنه يدفن فيها المزيد من النقود , ثمتوارى عن الأنظار وعيناه ترقبان ماسيحدث .
كان اللص يشاهد من بعيد ما يفعله الكلب . فانتابه الفرح , لأنه ظن أنه سوف يحصل على نقود جديدة. ولم يعلم أنها حيلة دبرها الكلب الذكي .
اقترب اللص , وهو يتلفت يمنة و يسرة , ومد يده إلى الحفرة . وإذا بالكلب ينقض عليه , وينشب في جسدهأنيابه , واللص يرتجف من الخوف والألم .
ولما اجتمع الناس , وعلموابالحقيقة , طلبوا من اللص أن يعترف بالسرقة , وأن يرد إلى الكلب نقوده .فلم يجد بدا من الإذعان , وعند ذلك تركه الكلب .
أعاد "بوبي" النقود إلى السلة فرحا. ومضى إلى الجزار فاشترى اللحم . وقرر بينه وبين نفسه ألا يهمل واجبه , وألا يلعب في الطريق .
وبينما كان "بوبي" عائدا إلى البيت أبصر رجال الأمن وهم يمسكون باللص , ويقتادونه إلى السجن فقال : هذا جزاء من يسرق أموال الناس